بحث عن الإمام اللغُوي والمفُسِّر (أحمد بن فارس الرازى)
مقــــدمـة الباحث
الحمد لله الواحد الأحد ، الذي عمت بحكمته الوجود ، والذي شملت رحمته كل الوجود ، نحمده سبحانه وتعالى ونشكره بكل لسان محمود ، ونشهد أنه لا اله إلا هو وحده لا شريك له الحمد وله الملك وهو الغفور الودود ، وعد سبحانه وتعالى من اطاعه بالعزة ، كما توعد من عصاه بالنار ، ونشهد أن نبينا محمداً بن عبد الله هو عبده ورسوله ، صاحب المقام المحمود ، والحوض المورود ، و صل الله عليه وسلم تسليماً كثيرا .
أما بعد ،،،
فإن مجال اللغة العربية من أشرف العلوم وأجلّها لأن كل علم يشرف بشرف مقصده وغايته والعربية نزل القرآن الكريم بها قال سبحانه (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) إشارة إلى القرآن ، فمقصد العربيه هو حفظ القرآن من التحريف والتغيير كما يحفظها .
يقول ابن خالويه:
قد أجمع النّاس أنّ اللغة إذا وردت في القرآن فهي أفصح ممّا في غيرها، لا خلاف في ذلك .
وبعد فقد أردت أن أتكلم فى بحثنا هذا عن عالم من علماء اللغة الأفذاذ وهو اللغوى (احمد بن فارس )
فنظمت بحثى بعد الإستعانة بالله كالآتى :
مقدمة
الباب الأول : حياته وموطنه
الفصل الأول حياته ونشأته
الفصل الثانى علمه ونبوغه
الفصل الثالث اشهر تلامذته
الباب الثالث : مؤلفاته
الفصل الأول مؤلفاته ونبذه مختصرة
الفصل الثانى كتاب معجم مقايييس اللغة
الباب الأول : حياته وموطنه
الفصل الأول : حياته ونشأته
أولاً نسبه ومولده
هو أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازيّ، أبو الحسين: من أئمة اللغة والأدب. قرأ عليه البديع الهمذاني والصاحب ابن عباد وغيرهما من أعيان البيان. أصله من قزوين، وأقام مدة في همذان، ثم انتقل إلى الريّ فتوفي فيها، وإليها نسبته[1].
وقال عنه صاحب وفيات الأعيان (أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكرياء بن محمد بن حبيب الرازي اللغوي؛ كان إماماً في علوم شتى، وخصوصاً اللغة فإنه أتقنها، وألف كتابه المجمل في اللغة، وهو على اختصاره جمع شيئاً كثيراً، وله كتاب حلية الفقهاء، وله رسائل أنيقة، ومسائل في اللغة، ويعايي بها الفقهاء، ومنه اقتبس الحريري صاحب المقامات) [2]. ووضع المسائل الفقهية في المقامة الطيبة، وهي مائة مسألة. وكان مقيماً بهمذان، وعليه اشتغل بديع الزمان الهمذاني صاحب المقامات [3]. وله أشعار جيدة، فمنها
قوله:
اسمع مقالة ناصح … جمع النصيحة والمقه
إياك واحذر أن تبي … ت من الثقات على ثقه
وله أشعار كثيرة حسنة[4].
ومن شعره أيضاً:
وقالوا كيف حالك قلت خير … تقضى حاجة وتفوت حاج
إذا ازدحمت هموم الصدر قلنا … عسى يوماً يكون لها انفراج
نديمي هرتي، وأنيس نفسي … دفاتر لي، ومعشوقي السراج[5]
وفي تاريخ ولادته فلم نجد أيا من كتب التراجم على كثرة تلك التي ترجمت له ذكرت أو عينت تاريخا لذلك.
ثانيا موطنه ومذهبه
ذكره الحافظ السلفي في «شرح مقدمة معالم السنن» للخطابي فقال: أصله من قزوين[6].
ولد بِقَزْوِينَ ونشأ بهمدان وكان أكثر مقامه بالري وله بِقَزْوِينَ فِي الجامع صندوق فيها كتب من وقفه سنة إحدى وستين وثلاثمائة وكان يناظر فِي الفقه وينصر مذهب مالك[7].
وكان فقيها شافعيا فصار مالكيا، قال: دخلتني الحمية لهذا البلد يعني الري، كيف لا يكون فيه رجل على مذهب هذا الرجل المقبول القول على جميع الألسنة.[8]
وذكره القاضي أبو الوليد الباجي فقال: كان فقيهاً مالكياً، وحقق لي ذلك بعض من ذاكرته من شيوخنا المغاربة الراحلين. وحكى لي بعض من لقيته من أهل المشرق أنه شافعي المذهب، واحتج بشرحه لألفاظ مختصر المزني الذي سماه حلية الفقهاء[9].
وقيل مولده بقزوين، ومرباه بهمذان، وأكثر الإقامة بالري[10].
ثالثا أخلاقه
امتاز ابن فارس بأخلاق العلماء حقاً، فقد كان ورعاً تقياً شديد التواضع، وفياً لأساتذته، براً بهم، أميناً في النقل عنهم.
كان ابن فارس كريم النفس جواد اليد، لا يكاد يردّ سائلا حتى يهب ثيابه وفرش بيته، ومن رؤساء أهل السنة المجوّدين على مذهب أهل الحديث[11].
قال سعد بن علي الزنجاجي: “وكان ابن فارس من الأجواد، حتى أنه يهب ثيابه وفرش بيته”.
قال ابن الأنباري: وكان له صاحب يقال له أبو العباس أحمد بن محمد الرازي المعروف بالغضبان، وسبب تسميته بذلك أنه كان يخدمه ويتصرف في بعض أموره، قال: فكنتُ ربما دخلتُ فأجدُ فرشَ البيت أو بعضه قد وهبه، فأعاتبه على ذلك، وأضجر منه؛ فيضحك من ذلك، ولا يزول عن عادته فكنتُ متى دخلتُ عليه ووجدتُ شيئاً من البيت قد ذهبَ علمتُ أنه قد وهبه؛ فأعبس، وتظهر الكآبة في وجهي؛ فيبسطني ويقول: ما شأن الغضبان؟ حتى لحق بي هذا اللقب
ويقال: إن أبا الحسين بن فارس كان بقزوين يصنّف في كل ليلة جمعة كتابا ويبيعه يوم الجمعة. منه، وإنما كان يمازحني به قبل الصلاة ويتصدّق بثمنه ! فكان هذا دأبه[12].
وكان ابن فارس شديد التواضع، يكشف عن طبيعته هذه قوله في آخر تمام فصيح الكلام، وتتضح هذه الخصلة الطيبة فيه حين يقول في “الصاحبي” : “والذي جمعناه في مؤلفنا هذا، مفرق في أصناف مؤلفات العلماء المتقدمين – رضي الله عنهم وجزاهم عنا أفضل الجزاء – وإنما لنا فيه اختصار مبسوط أو بسط مختصر أو شرح مشكل وجمع متفرق”.
ومن خلائقه روح السخرية والتندر التي تبدو في شعره أوضح ما تبدو، كما يشف عنها ما رواه بديع الزمان الهمداني حين قال: “سمعت أبا الحسين أحمد بن فارس يقول: النفخ عند الأطباء كناية عن الضرط والفسو! والقطع عند المنجمين كناية عن الموت! والنصيحة عند العمال كناية عن السعاية! والوطئ عند الفقهاء كناية عن الجماع! وطبيب النفس عند الظرفاء كناية عن السكر! والعلق عند اللاطة كناية عن المؤاجرة! والزوار عند الكرام كناية عن السؤال! وما أفاء الله عند الصوفية كناية عن الصدقة، تلك المامة موجزة بخلائق المصنف وأبرز طباعه[13].
الفصل الثانى علمه ونبوغه
أولاً علمه وثناء العلماء عليه
أخذ أحمد بن فارس عن أبي بكر أحمد بن الحسن الخطيب راوية ثعلب وأبي الحسن علي بن إبراهيم القطان وأبي عبد الله أحمد بن طاهر المنجم وعلي بن عبد العزيز المكي صاحب أبي عبيد وأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني. وكان ابن فارس يقول: ما رأيت مثل أبي عبد الله أحمد بن طاهر ولا رأى هو مثل نفسه.
وكان ابن فارس قد حمل إلى الريّ بأخرة ليقرأ عليه مجد الدولة أبو طالب ابن فخر الدولة علي بن ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمي صاحب الري، فأقام بها قاطنا[14].
وكان الصاحب بن عباد يكرمه ويتتلمذ له ويقول: «شيخنا أبو الحسين ممن رزق حسن التصنيف وأمن فيه من التصحيف» . وكان كريما جوادا لا يبقي شيئا، وربما سئل فوهب ثياب جسمه وفرش بيته. وكان فقيها شافعيا فصار مالكيا وقال:
( دخلتني الحمية لهذا البلد- يعني الريّ- كيف لا يكون فيه رجل على مذهب هذا الرجل المقبول القول على
جميع الألسنة ) وله من التصانيف: كتاب المجمل. وكتاب متخير الألفاظ. كتاب فقه اللغة[15].
قال يحيى بن منده الاصبهاني: سمعت عمي عبد الرحمن بن محمد بن العبدي يقول، سمعت أبا الحسين أحمد بن زكريا بن فارس النحوي يقول: دخلت بغداد طالبا للحديث، فحضرت مجلس بعض أصحاب الحديث وليست معي قارورة، فرأيت شابا عليه سمة جمال، فاستأذنته في كتب الحديث من قارورته فقال: من انبسط إلى الإخوان بالاستئذان فقد استحقّ الحرمان[16].
وقال عنه صاحب كتاب (إنباه الرواة)
من أعيان أهل العلم، وأفراد الدهر، وهو بالجبل كابن لنكك بالعراق، يجمع إتقان العلماء وظرف الكتاب والشعراء، وله كتب بديعة، ورسائل مفيدة وأشعار جيدة، وتلامذة كثيرة ، منهم بديع الزمان الهمذانىّ. وكان شديد التعصب لآل العميد، وكان الصاحب بن عبّاد يكرهه لأجل ذلك. ولما صنّف للصاحب كتاب الحجر، وسيّره إليه فى وزارته قال: ردّوا الحجر من حيث جاء، وأمر له بجائزة ليست سنية. ولابن فارس شعر جميل، ونثر نبيل[17].وذكره أبو الحسن الباخرزىّ وسجع له فقال:أبو الحسين بن فارس: إذا ذكرت اللغة فهو صاحب مجملها، لا؛ بل صاحبها المجمل [لها] ، وعندى أن تصنيفه ذلك من أحسن ما صنّف فى معناها، وأن مصنفها إلى أقصى غاية من الإحسان تناهى[18].
كان واسع الأدب، متبحرا فى اللغة العربية، فقيها شافعيا، وكان يناظر فى الفقه، وكان ينصر مذهب مالك بن أنس. وطريقته فى النحو طريقة الكوفيين، وإذا وجد فقيها أو متكلما أو نحويا كان يأمر أصحابه بسؤالهم إياه، ويناظره فى مسائل من جنس العلم الذى يتعاطاه، فإن وجده بارعا جدلا جرّه فى المجادلة إلى اللغة، فيغلبه بها، وكان يحث الفقهاء دائما على معرفة اللغة ويلقى عليهم مسائل، ذكرها فى كتاب سماه كتاب فتيافقيه العرب، ويخجلهم بذلك؛ ليكون خجلهم داعيا إلى حفظ اللغة ويقول: من قصّر علمه عن اللغة وغولط غلط[19].
كان إماما في علوم شتى، خصوصا اللغة، فإنه أتقنها، وألّف كتابه «المجمل في اللغة» وهو على اختصاره، جمع شيئا كثيرا، وله كتاب «حلية الفقهاء» وله رسائل أنيقة . ومنه اقتبس الحريري صاحب «المقامات» ذلك الأسلوب، ووضع المسائل الفقهية في «المقامة الطيبية» وهي مائة مسألة، وكان مقيما بهمذان، وعليه اشتغل بديع الزمان الهمذاني صاحب «المقامات» وله أشعار جيدة[20].
كان رأسا في الأدب، بصيرا بفقه مالك ، مناظرا متكلما على طريقة أهل الحق، ومذهبه في النحو على طريقة الكوفيين،
جمع إتقان العلم إلى ظرف أهل الكتابة والشعر[21].
ثانيا ابن فارس اللغوى
عرف ابن فارس بمعرفته الواسعة باللغة، وكتابه “المجمل” في اللغة لا يقل كثيراً في الشهرة عن كتاب العين، والجمهرة، والصِّحاح.
توثيقه:
وقد عرف ابن فارس بالتزامه إيراد الصحيح من اللغات. قال السيوطي بعد أن سرد طائفة من كتب اللغة المشهورة: “وغالب هذه الكتب لم يلتزم فيها مؤلفوها الصحيح، بل جمعوا فيها ما صح وغَيْرَه، وينبهون على ما لم يثبت غالباً. وأول من التزم الصحيحَ مقتصراً عليه، الإمامُ أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، ولهذا سمى كتابه “بالصِّحاح”. ثم قال: “وكان في عصر صاحب الصحاح ابنُ فارس، فالتزم أن يذكر في مجمله الصَّحيح، قال في أوله: قد ذكرنا الواضح من كلام العرب والصَّحيحَ منه، دون الوحشي والمستنكر… وقال في آخر المجمل: قد توخيت فيه الاختصار، وآثرت فيه الإيجاز، واقتصرت على ما صح عندي سماعاً، ومن كتاب صحيح النسب مشهور، ولولا تَوَخِّي ما لم أشكُك فيه من كلام العرب لوجدْت مقالاً”[22].
والناظر في كتاب المقاييس، يلمس من ابن فارس حرصَه على إيراد الصَّحيح من اللغات، ويَرَى أيضاً صدق تحرّيه،
وتحرُّجَه من إثبات ما لم يصحّ. وهو مع كثرة اعتماده على ابن دريد، ينقد بعض ما أورده في كتابه “الجمهرة” من اللغات، ويضعه على محكّ امتحانه وتوثيقه، فإذا فيه الزيف والرَّيب[23].
وقد بلغ من حبه للغة وعشقه لها، أن ألَّف فيها ضروباً من التأليف، وكان يستحث عزيمة معاصريه من الفقهاء أن ينهضوا بتعرُّف اللغة والتبحر فيها، وألف لهم فناً من الإلغاز سماه “فتيا فقيه العرب”، يضع لهم مسائل الفقه ونحوَها في معرض اللغة. ولعل الإمام الشافعي أول من عرف بهذا الضرب من المعاياة اللغوية الفقهية .
قال السيوطي، عند الكلام على فتيا فقيه العرب: “وقد ألف فيه ابن فارس تأليفاً لطيفاً في كراسة، سماه بهذا الاسم. رأيته قديماً وليس هو عندي الآن”. وقد أجمع المترجمون لابن فارس على أن الحريري في المقامة الثانية والثلاثين (الطَّيْبيَّة) قد اقتبس من ابن فارس ذلك الأسلوب، في وضع المسائل الفقهية بمعرض اللغة [24].
ثالثا نماذج من شعره
لم يكن ابن فارس من العلماء الذين ينْزَوُون على أنفسهم ويكتفون بمجالس العلم والتعليم، بل كان متصلاً بالحياة أكمل اتصال، مادّاً بسببه إلى نواحٍ شتى منها .
فهو شاعر يقول الشعر ويرقّ فيه، حتى لَينمّ شعره عن ظَرفه وحسن تأتِّيهِ في الصنعة على طريقة شعراء دهره. وهو ملحٌّ في التهكم والسخرية، لا ينسى السخرية في الغزل فيقول[25]
مرت بنا هيفاءُ مقدودةٌ …… تُركيَّةٌ تُنمَى لتركيِّ
ترنو بطرف فاتنٍ فاتر …… كأنه حُجّة نحويِّ
وهو يتبرم بهمذان والعيشِ فيها فيرسم حياته فيها على هذا النحو الساخر البديع:
سقى همذانَ الغيثُ لستُ بقائلٍ ….. سوى ذا وفي الحشاء نار تَضرَّ
وما ليَ لا أُصْفِي الدُّعاءَ لبلدةٍ ….. أفدتُ بها نسيانَ ما كنتُ أعلم
نَسِيت الذي أحسنتُه غيرَ أنني ….. مَدِينٌ وما في جوف بيتيَ درهم
ولابن فارس التفات عجيب إلى السنور، وقد سجل في غير هذا الموضع من شعره أنه كان يصطفي لنفسه هرة تلازمه، وتنفي عنه هموم قلبه ووساوس النفس.
ولابن فارس في «اليتيمة» :
يا ليت لي ألف دينار موجهة … وأن حظّي منها فلس فلّاس
قالوا فما لك منها قلت تخدمني … لها ومن أجلها الحمقى من الناس
وله أيضا:
وصاحب لي أتاني يستشير وقد … أراد في جنبات الأرض مضطربا
قلت اطّلب أيّ شيء شئت واسع ورد … منه الموارد إلا العلم والأدبا
وله أيضا:
إذا كان يؤذيك حرّ المصيف … وكرب الخريف وبرد الشتا
ويلهيك حسن زمان الربيع … فأخذك للعلم قل لي متى
وله أيضا:
عتبت عليه حين ساء صنيعه … وآليت لا أمسيت طوع يديه
فلما خبرت الناس خبر مجرّب … ولم أر خيرا منه عدت إليه
وله أيضا:
تلبّس لباس الرضا بالقضا … وخلّ الأمور لمن يملك
تقدّر أنت وجاري القضاء … مما تقدّره يضحك[26]
قال ياقوت: وقال قبل وفاته بيومين:
يا رب إن ذنوبي قد أحطت بها … علما وبي وبإعلاني وإسراري
أنا الموحد لكني المقر بها … فهب ذنوبي لتوحيدي وإقراري
وله:
إذا كنت في حاجة مرسلا … وأنت بها كلف مغرم
فأرسل حكيما ولا توصه … وذاك الحكيم هو الدّرهم[27]
الفصل الثالث شيوخه و أشهر تلامذته
أولا شيوخه
سمع بقزوين أباه فارس بن زكريا، وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان، وعلي بن محمد بن مهرويه، وسليمان بن يزيد الفامي، وأحمد بن علان، وغيرهم[28]. قال ابن فارس: “سمعت أبي يقول: سمعت محمد بن عبد الواحد يقول: إذا نُتِج ولدُ الناقة في الربيع ومضت عليه أيام فهو رُبَع، فإذا نُتج في الصيف فهو هُبَع، فإذا نتج بين الصيفِ والربيع فهو بُعَّة.
والشيخ الذي كان يسترعي انتباه ابن فارس وإعجابه الشديد، وكذلك أبو عبد الله أحمد بن طاهر المنجم. وفيه يقول ابن فارس: “ما رأيت مثل أبي عبد الله ابن طاهر، ولا رأى هو مثل نفسه”[29].
حدث عن: أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، وسليمان بن يزيد الفامي، وعلي بن محمد بن مهرويه القزوينيين، وسعيد بن محمد القطان، ومحمد بن هارون الثقفي، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وأحمد بن عبيد الهمذانيين، وأبي بكر بن السني الدينوري وأبي القاسم الطبراني الذى قال عنه الذهبي في تاريخ الإسلام: “الحافظ المشهور مُسْنَد الدنيا وكان من فرسان هذا الشأن مع الصدق والأمانة”، قال عنه في سير أعلام النبلاء: “الإمام، الحافظ، الثقة، الرحال الجوال، محدث الإسلام”، وطائفة[30].
وقيل إنه أخذ عن أبي بكر، أحمد بن الحسن الخطيب (المعروف بالخطيب البغدادى) الذى قال عنه الذهبى فى سير اعلام النبلاء (لإمام الأوحد ، العلامة المفتي ، الحافظ الناقد ، محدث الوقت أبو بكر ، أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي البغدادي ، صاحب التصانيف ، وخاتمة الحفاظ) ، وأبي الحسن علي بن إبراهيم القطّان، وعليّ بن عبد العزيز المكي صاحب أبي عبيد وأبي القاسم سليمان بن أحمد الطّبراني[31].
سمع الكثير بقزوين من علي بن محمد بن مهرويه وعلي بن إبراهيم القطان وعلي بن عمر الصيدناني ومما سمعه منه كتاب مكة لأبي الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي بسماعه من عبيد بن محمد بن إبراهيم الكشوري الأزرقي وسمع بزنجان أحمد بن محمود بن شعيب القطان وبآذربيجان أبا عبد الله أحمد بن طاهر وأبا حفص عمر بن هشام القاضي وكان له مجالس إملاء على رسم أهل الحديث منه هذا المجلس ثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان ثنا يحيى بن عبد الأعظم ثنا المقرىء ثنا سعيد بن أبي أيوب عن بكر بن عمرو المعافري عن مسلم بن يسار عن أبي هريرة قال
( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “من يقول علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ومن استشاره أخوه المسلم فأشار عليه بغير الرُّشْدِ فَقَدْ خَانَهُ ) وذكر فِي الحديث غير ذلك مسلم بْن يسار هو أَبُو عثمان كَانَ رضيع عَبْد الملك بْن مروان وبكر بْن عمر وهو المصري كَانَ إمام الجامع بمصر هو المعافري بفتح الميم سمعت علي بْن إبراهيم يقول سمعت ثعلبا يقول ثوب معافري منسوب إِلَى معافر وهم حي من همدان من اليمن[32].
ثانيا تلاميذه
كان لابن فارس تلامذة كثر منهم العلامة، البليغ، أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني، بديع الزمان صاحب كتاب (المقامات) التي على منوالها نسج الحريري[33] . وكان شديد التعصب لآل العميد، وكان الصاحب بن عبّاد يكرهه لأجل ذلك. ولما صنّف للصاحب كتاب الحجر، وسيّره إليه فى وزارته قال: ردّوا الحجر من حيث جاء، وأمر له بجائزة ليست سنية[34].
ومن تلاميذه أيضاً علي بن القاسم المقري، وقد قرأ عليه كتابه(أوجز السير لخير البشر) المطبوع في الجزائر وبمباي، ويفهم من هذا الكتاب أن ابن فارس أقام في مدينة الموصل زماناً وقرأ عليه المقري فيها هذا [35].
وروى عنه حمزة بن يوسف السهمي الجرجاني والقاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصميري وقرأ عليه البديع الهمذاني صاحب المقامات وكان مقيما بهمذان إلى أن حمل منها إلى الري ليقرأ عليه أبو طالب بن فخر الدولة علي بن ركن الدولة الحسن بن بويه فسكنها وكان شافعيا فقيها فانتقل في آخر عمره إلى مذهب مالك[36]. ولما اشتهر أمره بهمذان وذاع صوته، استدعي منها إلى بلاط آل بويه بمدينة الري، ليقرأ عليه أبو طالب بن فخر الدَّولة علي بن ركن الدَّولة الحسن بن بويه الدَّيلمي. وهناك التقى برجل خطير كان يبغي من قبل أن يعقد صلة بينه وبينه، حتى لقد أنفذ إليه من همذان كتاباً من تأليفه، هو “كتاب الحجر”. ذلك الرجل الخطير هو الصاحب إسماعيل بن عباد. وفي هذه الآونة زال ما كان بين أبي الحسين وبين الصاحب من انحراف، كانت علته انتساب ابن فارس إلى خدمة آل العميد وتعصبه لهم. واصطفاه الصاحب حينئذ، وأخذ عنه الأدب[37].
ثالثا وفاته
لم يختلف المؤرخون في أن ابن فارس قد قضى نحبه في مدينة الري، أو المحمدية، وأنه دُفن بها مقابل مشهد قاضي القضاة أبي الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني.
ولكنهم يختلفون في تاريخ وفاته على أقوال خمسة:
فقيل توفي سنة (360) كما نقل ياقوت عن الحميدي، وعقب على ذلك بأنه قول لا اعتبار به. وقيل كانت وفاته سنة (369) ذكر ذلك ابن الجوزي في المنتظم، ونقله عنه ياقوت. وعَدَّه ابن الأثير أيضاً في وفيات سنة 369.
وذكر ابن خلِّكان أنه توفي سنة (375) بالمحمدية.
وقيل إنه توفي سنة (390) ذكر ذلك ابن خلكان أيضاً، وابن كثيرفي أحد قوليه في كتابه البداية والنهاية، وكذا اليافعي في مرآة الجنان، وصاحب شذرات الذهب[38].
وأصح الأقوال وأولاها بالصواب أن وفاته كانت سنة (395) كما ذكر القفطي في إنباه الرواة، وكما نقل السيوطي عن الذهبي في بغية الوعاة، قال: “وهو أصح ما قيل في وفاته”. وذكره أيضاً في هذه السنة ابن تَغْرِي بِرْدِي في النجوم الزاهرة، وابن كثير في البداية والنهاية. وهو الذي استظهره ياقوت، إذ وجد هذا التاريخ على نسخة قديمة من كتاب المجمل[39].
رابعا آراء العلماء في ابن فارس
في وصف بليغ لابن فارس، قال الذهبي: “وكان رأسًا في الأدب، بصيرًا بفقه مالك، مناظرًا متكلمًا على طريقة أهل الحق، ومذهبه في النحو على طريقة الكوفيين، جمع إتقان العلم إلى ظرف أهل الكتابة والشعر[40]“
وقال سعد بن علي الزنجاجي: “كان أبو الحسين بن فارس من أئمة اللغة، محتجًّا به في جميع الجهات، غير منازع[41].
يقول ابن خلكان: “كان ابن فارس إمامًا في علوم شتى، وخصوصًا اللغة، فإنه أتقنها وألَّف كتاب (المجمل) فيها، جمع على اختصاره شيئًا كثيرًا”[42].
وفي ذلك أيضًا يقول الشيخ عبد السلام هارون: “لم يكن ابن فارس من العلماء الذين ينْزَوُون على أنفسهم ويكتفون بمجالس العلم والتعليم، بل كان متصلاً بالحياة أكمل اتصال، مادًّا بسببه إلى نواحٍ شتى منها؛ فهو شاعر يقول الشعر ويرقّ فيه، حتى لَينمَّ شعره عن ظَرفه وحسن تأتِّيهِ في الصنعة على طريقة شعراء دهره”[43].
ويقول القاضي عياض: “وكان أديبًا شاعرًا مجيدًا في ذلك، وقد ذكره أبو منصور الثعالبي في يتيمته في جملة شعراء أهل الجبل من كتابه”[44].
الباب الثالث : مؤلفاته
الفصل الأول مؤلفاته ونبذه مختصرة
أولاً مؤلفاته
وابن فارس يعدُّ في طليعة العلماء الذين أخذوا من كل فن بسهم وافر، ولم يقف بنفسه عند حدِّ المعرفة والتعليم، بل اقتحم بها ميدان التأليف الموفق، فهو يذهب فيه إلى مدى متطاول. ويحتفظ التاريخ له بهذه المؤلفات العديدة القيمة[45].
وله من التصانيف كتاب المجمل كتاب متخير الألفاظ كتاب فقه اللغة كتاب غريب إعراب القرآن كتاب تفسير أسماء النبي عليه السلام كتاب مقدمة نحو كتاب دارات العرب وكتاب حلية الفقهاء كتاب الفرق مقدمة في الفرائض ذخائر الكلمات شرح رسالة الزهري إلى عبد الملك بن مروان كتاب الحجر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم كتاب الليل والنهار كتاب العم والخال كتاب أصول الفقه كتاب أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم الصاحبي صنفه لخزانة الصاحب جامع التأويل في تفسير القرآن أربع مجلدات وكتاب الشيات والحلى كتاب خلق الإنسان كتاب الحماسة المحدثة كتاب مقاييس اللغة وهو جليل لم يصنف مثله كفاية المتعلمين في اختلاف النحويين [46].
ويذكر لنا الاستاذ عبدالسلام هارون فى مقدمة كتاب مقاييس اللغة مؤلفات ابن فارس ذكرا مجملا فيقول
1 ـ الإتباع والمزاوجة
وهو ضرب من التأليف اللغوي. قال السيوطي في المزهر: “وقد ألَّف ابن فارس المذكور تأليفاً مستقلاًّ في هذا النوع، وقد رأيته مرتباً على حروف المعجم، وفاته أكثر مما ذكره. وقد اختصرت تأليفه وزدت عليه ما فاته، في تأليف لطيف سمَّيتهُ: الإلماع في الإتباع.
2 ـ اختلاف النحويين
ذكره السيوطي في البغية وحاجي خليفة في كشف الظنون باسم “اختلاف النحاة”، وقد ذكره ياقوت باسم “كفاية المتعلمين، في اختلاف النحويين”.
3 ـ أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
ذكره ياقوت في إرشاد الأريب.
4 ـ أصول الفقه
ذكره ياقوت في إرشاد الأريب.
5 ـ الإفراد
ذكره السيوطي في الإتقان 1: 143.
6 ـ الأمالي
ذكره ياقوت في معجم البلدان
7 ـ أمثلة الأسجاع
وجدته يذكر هذا الكتاب في نهاية كتاب “الإتباع والمزاوجة”. قال: “وسترى ما جاء من كلامهم في الأمثال وما أشبه الأمثال من حكمهم على السجع، في كتاب أمثلة الأسجاع إن شاء الله تعالى”.
8 ـ الانتصار لثعلب
أورده السيوطي في بغية الوعاة، وحاجي خليفة. وقد سرد حاجي خليفة طائفة من الكتب التي تحمل عنوان “الانتصار” ينتصر فيها عالم لآخر. وثعلب من أئمة الكوفيين، وكان ابن فارس يميل إلى الجانب الكوفي ويتأثر مذاهبه.
9 ـ التاج
ذكره ابن خير الأندلسي في فِهْرِسْتِه ص 374 طبع سرقسطة.
10 ـ تفسير أسماء النبي عليه الصلاة والسلام
وهو ضرب من التأليف الاشتقاقي. عدَّه ابن الأنباري في نزهة الألباء، وياقوت في إرشاد الأريب، والسيوطي في بغية الوعاة.
11 ـ تمام فصيح الكلام
وذكره بروكلمان في ملحق الجزء الأول ص 198 وذكر أن منه نسخة بالنجف كتبها ياقوت في مرو الروذ في 7 ربيع الثاني سنة 616 عن نسخة المؤلف التي يرجع تاريخها إلى سنة 393. قلت: ذكر ياقوت في معجم البلدان.
12 ـ الثلاثة
ذكره بروكلمان في الجزء الأول ص 130، وأن منه نسخة بمكتبة الإسكوريال
13 ـ جامع التأويل
في تفسير القرآن، أربع مجلدات، كما يذكر ياقوت في إرشاد الأريب.
14 ـ الحجر
وهو من الكتب التي سردها ياقوت، وقد أشار ابن فارس إلى هذا الكتاب في الصاحبي 15-16.
15 ـ حلية الفقهاء
جاء في سرد ياقوت، وابن خلكان، والسيوطي في بغية الوعاة، واليافعي في مرآة الجنان وابن العماد في شذرات الذهب
في وفيات 390 وحاجي خليفة.
16 ـ الحماسة المحدَثة
هو في عداد الكتب التي ذكرها ياقوت له، وذكره ابن النديم في الفهرست 119.
17 ـ خُضارة
ذكره ابن فارس نفسه في نهاية كتابه “فقه اللغة” المعروف بالصاحبي
18 ـ خَلق الإنسان
في أسماء أعضائه وصفاته. وقد ألَّف في هذا الضرب كثير من اللغويين، ومنهم ابن فارس، كما في كشف الظنون، وذكر هذا الكتاب أيضاً ياقوت في إرشاد الأريب، والسيوطي في بغية الوعاة.
19 ـ دارات العرب
ذكره ابن الأنباري في نزهة الألباء، وياقوت في إرشاد الأريب. وذكره مرة أخرى في معجم البلدان
20 ـ ذخائر الكلمات
عدَّه ياقوت في إرشاد الأريب.
21 ـ ذم الخطأ في الشعر
ذكره السيوطي في بغية الوعاة، وحاجي خليفة في كشف الظنون. وقد طبع
22 ـ ذم الغيبة
قال حاجي خليفة: “ذم الغيبة لأبي الحسين أحمد بن فارس المار ذكره، ذكره ابن حجر في
23 ـ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم
وصفه ياقوت بأنه كتاب صغير الحجم. وقد نبه بروكلمان على كتاب “مختصر سير رسول الله”.
24 ـ شرح رسالة الزهري إلى عبد الملك بن مروان
ذكره ياقوت. والزهري هذا هو أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهري، أحد أعلام التابعين.
25 ـ الشِّيات والحِلَى
وقد جاء محرفاً في الطبعة الحديثة من إرشاد الأريب باسم “الثياب والحلي”.
26 ـ الصاحبي
وهو الاسم الذي شهر به كتابه “فقه اللغة”. وقد عرف هذا الكتاب ابن الأنباري والسيوطي باسم “فقه اللغة”، وأما ياقوت فقد أخطأ في السرد.
27 ـ العم والخال
ذكره ياقوت.
28 ـ غريب إعراب القرآن
ذكره ابن الأنباري وياقوت.
29 ـ فتيا فقيه العرب
ذكره ابن الأنباري، والقفطي في إنباه الرواة. وقال السيوطي في المزهر، عند الكلام على (فتيا فقيه العرب): “وذلك أيضاً ضرب من الإلغاز. وقد ألَّفَ فيه ابن فارس تأليفاً لطيفاً في كراسة، سماه بهذا الاسم. رأيته قديماً وليس هو عندي الآن. فنذكر ما وقع من ذلك في مقامات الحريري، ثم إن ظفرت بكتاب ابن فارس ألحقت ما فيه”. ولكن السيوطي لم يلحق بالمزهر شيئاً من كتاب ابن فارس. وقد ذكَر هذا الكتاب في البغية باسم “فتاوى فقيه العرب”. وذكر ابن خلكان هذا الكتاب باسم: “مسائل في اللغة وتعانى بها الفقهاء”. والسيوطي في بغية الوعاة بلفظ: “مسائل في اللغة يغالي بها الفقهاء”، واليافعي في مرآة الجنان.
30 ـ الفَرْق
ذكره ابن فارس في نهاية تمام الفصيح، قال: “فأما الفرق فقد كنت ألفت على اختصاري له كتاباً جامعاً، وقد شهر، وبالله التّوفيق”.
31 ـ الفريدة والخرِيدة
ذكره في طبقات الشافعية
32 ـ قصص النهار وسمر الليل
أورده بروكلمان في ملحق الجزء الأول.
33 ـ كفاية المتعلمين في اختلاف النحويين
ذكره ياقوت. وأراه كتاب “اختلاف النحويين”. وقد مضى.
34 ـ اللامات
35 ـ الليل والنهار
ذكره ياقوت والسيوطي في بغية الوعاة، وحاجي خليفة. ولعله “قصَص النهار وسمر الليل”.
36 ـ مأخذ العلم
ذكره ابن حجر في المجمع المؤسس ص 208 من مخطوطة دار الكتب المصرية، وذكره أيضاً حاجي خليفة في كشف الظنون.
37 ـ مُتَخَيَّر الألفاظ
ذكره ابن الأنباري وياقوت، وذكره الجرجاني في الكنايات 145 باسم “مختار الألفاظ”.
38 ـ المُجْمَل
وهو أشهر كُتب ابن فارس.
39 ـ مختصر في المؤنث والمذكر
40 ـ مقالة كَلاّ وما جاء منها في كتاب الله
نشرها العلامة عبد العزيز الميمني الراجكوتي في القاهرة سنة 1344 بالمطبعة السلفية.
41 ـ المقاييس
وسأفرد له قولاً خاصاً.
42 ـ مقدمة الفرائض
ذكره ياقوت في إرشاد الأريب.
43 .مقدمة في النحو
ذكره ابن الأنباري، والسيوطي في بغية الوعاة، وحاجي خليفة في كشف الظنون.
44 .النيروز
منه نسخة بمكتبة تيمور باشا برقم 402 لغة، تقع في ثماني صفحات. وهذه النسخة مستنسخة من المكتبة الظاهرية بدمشق، كتبت في سنة 1339.
45 .اليشكريات
منها جزء بالمكتبة الظاهرية.(فهرسها 29 : 11) كما ذكر بروكلمان.[47]
ثانيا كتاب معجم مقاييس اللغة
يبدو من قول ياقوت في أثناء سرده لكتب ابن فارس: “كتاب مقاييس اللغة، وهو كتاب جليل لم يصنف مثله”، أنه اطلع على هذا الكتاب ونظر فيه. ولم أجدْ أحداً غير ياقوت يذكر هذا الكتاب لابن فارس، ولعله من أواخر الكتب التي ألَّفها، فلذلك لم يظفر بالشهرة التي ظفر بها غيره[48].
على أن ابن فارس في كتابه هذا “المقاييس”، قد بلغ الغاية في الحذق باللغة، وتكنُّه أسرارها، وفهم أصولها؛ إذ يردُّ مفرداتِ كل مادة من مواد اللغة إلى أصولها المعنوية المشتركة فلا يكاد يخطئه التوفيق. وقد انفرد من بين اللغويين بهذا التأليف، لم يسبقه أحدٌ ولم يخلُفْه أحد. وأرى أن صاحبَ الفضل في الإيحاء إليه بهذه الفكرة العبقرية هو الإمام الجليل أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد؛ إذ حاول في كتاب “الاشتقاق” أن يرد أسماء قبائل العرب وعمائرها، وأفخاذها وبطونها، وأسماء ساداتها وثُنيانها، وشعرائها وفرسانها وحكامها، إلى أصول لغوية اشتُقَّت منها هذه الأسماء[49].
ويقول ابن دريد في مقدّمة الاشتقاق: “ولم نَتعدَّ ذلك إلى اشتقاق أسماء صنوف النامي من نبات الأرض نجمِها وشجرِها وأعشابها ولا إلى الجماد من صخرها ومَدَرها وحَزْنها وسهلها؛ لأنا إن رُمْنا ذلك احتجنا إلى اشتقاق الأصول التي تشتق منها، وهذا ما لا نهاية له”. ومما هو بالذكر جدير، أن ابن فارس كان يتأسّى بابن دريد في حياته العلمية والأدبية والتأليفية، وهو بلا ريب قد اطَّلع على هذه الإشارة من ابن دريد، فحاول أن يقوم بما عجز عنه ابن دريد أو نكص
عنه، فألَّف كتابه هذا المقاييسَ، يطْرُد فيه قاعدة الاشتقاق فيما صحَّ لديه من كلام العرب[50].
والناظر في كتاب المقاييس، يلمس من ابن فارس حرصَه على إيراد الصَّحيح من اللغات، ويَرَى أيضاً صدق تحرّيه، وتحرُّجَه من إثبات ما لم يصحّ. وهو مع كثرة اعتماده على ابن دريد، ينقد بعض ما أورده في كتابه “الجمهرة” من اللغات، ويضعه على محكّ امتحانه وتوثيقه، فإذا فيه الزيف والرَّيب[51].
- معنى المقاييس:
وهو يعني بكلمة المقاييس ما يسميه بعض اللغويين “الاشتقاق الكبير”، الذي يرجع مفردات كل مادة إلى معنى أو معانٍ تشترك فيها هذه المفردات. قال في الصاحبي ص 33: “أجمع أهل اللغة إلا من شذ منهم، أن للغة العرب قياساً، وأن العرب تشتق بعض الكلام من بعض، وأن اسم الجن مشتق من الاجتنان”. وابن فارس لا يعتمد اطراد القياس في جميع مواد اللغة، بل هو ينبه على كثير من المواد التي لا يطرد فيها القياس، كما أنّه يذهب إلى أن الكلمات الدالة على الأصوات وكثيراً من أسماء البلدَان ليس مما يجري عليه القياس. ويفطن إلى الإبدال فطنة عجيبة، فلا يجعل للمواد ذات الإبدال معنى قياساً جديداً، بل يردها إلى ما أبدلت منه.[52]
- نظام المعجم والمقاييس :
جرى ابن فارس على طريقة فاذَّةٍ بين مؤلفي المعجم، في وضع معجميه: المجمل والمقاييس. فهو لم يرتّب موادهما على أوائل الحروف وتقليباتها كما صنع ابن دريد في الجمهرة، ولم يطردها على أبواب أواخر الكلمات كما ابتدع الجوهري في الصحاح، وكما فعل ابن منظور والفيروز اباديّ في معجميهما، ولم يَنْسُقْها على أوائل الحروف فقط كما صنع الزمخشري في أساس البلاغة، والفيومي في المصباح المنير. ولكنه سلك طريقاً خاصَّاً به، لم يفطن إليه أحد من العلماء ولا نَبَّه عليه. وكنت قد ظننت أنه لم يلتزم نظاماً في إيراد المواد على أوائل الحروفِ، وأنه ساقها في أبوابها هملاً على غير نظام. ولكنه بتتبُّع المجمل والمقاييس ألفَيْته يلتزم النظام الدقيق التالي:
1 ـ فهو قد قسم مواد اللغة أوَّلاً إلى كتب، تبدأ بكتاب الهمزة وتنتهي بكتاب الياء.
2 ـ ثم قسم كل كتاب إلى أبواب ثلاثة أولها باب الثنائي المضاعف والمطابق، وثانيها أبواب الثلاثي الأصول من المواد، وثالثها بابُ ما جاء على أكثر من ثلاثة أحرفٍ أصلية.
3 ـ والأمر الدقيق في هذا التقسيم أن كل قسم من القسمين الأوَّلين قد التُزم فيه ترتيب خاص، هو ألا يبدأ بعد الحرفِ الأوَّل إلا بالذي يليه، ولذا جاء بابُ المضاعف في كتاب الهمزة، وباب الثلاثي مما أوله همزة وباء مرتباً ترتيباً طبيعياً على نسق حروفِ الهجاءِ.
ولكن في “باب الهمزة والتاء مايثلثهما”، يتوقع القارئ أن يأتي المؤلف بالمواد على هذا الترتيب:
أتب، أتل، أتم، أتن، أته، أتو، أتي)، ولكن الباء في (أتب) لا تلي التاء بل تسبقها، ولذلك أخرها في الترتيب إلى آخر الباب فجعلها بعد مادة (أتي).
وفي باب التاء من المضاعف يذكر أوَّلاً (تخ) ثم (تر) إلى أن تنتهي الحروف، ثم يرجع إلى التاء والباء (تب)، لأن أقرب ما يلي التاء من الحروفِ في المواد المستعملة هو الخاء.
وفي أبواب الثلاثي من التاء لا يذكر أولاً التاء والهمزة وما يثلثهما، بل يؤخر هذا إلى أواخر الأبواب، ويبدأ بباب التاء والجيم وما يثلثهما، ثم باب التاء والحاء وما يثلثهما، وهكذا إلى أن ينتهي من الحروف، ثم يرجع أدراجه ويستأنف الترتيب من باب التاء والهمزة وما يثلثهما؛ وذلك لأن أقرب ما يلي التاء من الحروفِ في المواد المستعملة هو الجيم. وتجد أيضاً أن الحرفَ الثالث يراعى فيه هذا الترتيب، ففي باب التاء والواو وما يثلثهما يبدأ بـ (توي) ثم (توب) ثم (توت) إلى آخره، وذلك لأن أقرب الحروفِ التي تلي الواو هو الياء.
وفي باب الثاء من المضاعف لا يبدأ بالثَّاء والهمزة ثم بالثَّاء والباء، بل يُرْجئ ذلك إلى أواخر الأبواب، ويبدأ بالثَّاء والجيم (ثج) ثم بالثَّاء والراء (ثر) إلى أن تنتهي الحروف، ثم يستَأنف الترتيب بالثَّاء الهمزة (ثأ) ثم بالثَّاء والبَاء (ثب).
وفي أبواب الثلاثي من الثَّاء لا يبدأ بالثَّاء والهمزة وما يثلثهما ثم يعقّب بالثَّاء والباء وما يثلثهما، بل يدع ذلك إلى أواخر الأبواب؛ فيبدأ بالثَّاء والجيم وما يثلثهما إلى أن تنتهي الحروف، ثم يرجع إلى الأبواب التي تركها. وتجد أيضاً أن الحرف الثَّالث يراعى فيه الترتيب، ففي باب الثَّاء واللام وما يثلثهما يكون هذا الترتيب (ثلم، ثلب، ثلث، ثلج)… الخ.
وفي باب الجيم من المضاعف يبدأ بالجيم والحاء (جح) إلى أن تنتهي الحروف (جو) ثم ينسقُ بعد ذلك؛ (جأ، جب).
وفي أبوب الثلاثي من الجيم يبدأ بباب الجيم والحاء وما يثلثهما إلى أن تنتهي الحروف، ثم يذكر باب الجيم والهمزة وما
يثلثهما، ثم باب الجيم والباء، ثم الجيم والثاء، مع مراعاة الترتيب في الحرف الثالث، ففي الجيم والنون وما يثلثهما يبدأ
أوّلاً بـ (جنه) ثم (جني) ويعود بعد ذلك إلى (جنأ، جنب، جنث) الخ.
هذا هو الترتيب الذي التزمه ابن فارس في كتابيه “المجمل” و”المقاييس”. وهو بِدْع كما ترى[53].
- العلماء الذين عول عليهم ابن فارس في استنباط معجمه :
عول ابن فارس في استنباط الدلالة المحورية في مقاييس اللغة على كثير من العلماء وما نقله عنهم يعد المادة الاساسية
لمعجمه وكان من الصعب التعرض لهم جميعا بالدرس ، وسننتخب مجموعة منهم ونشير الى الاخرين أخذ عنهم ابن فارس لفظة أو أكثر محاولا الاستفادة منها في اعطاء الدلالة المحورية للجذور اللغوية التي وضعها في معجمه وتبنى
تلك الفكرة في ايجاد المعنى الجامع لتلك الألفاظ في الجذر اللغوي الواحد .
- الخليل بن أحمد الفراهيدي 175 ه
صاغ أحمد بن فارس المعنى المحوري للجذر (علق) من كلام الخليل ، قال ابن فارس ((العين واللام والقاف أصلٌ كبير
صحيح يرجع إلى معنًى واحد، وهو أن يناط الشَّىء بالشىء العالي، ثم يتَّسع الكلام فيه، والمرجع كله إلى الأصل
الذي ذكرناه. ….. قال الخليل:العلَق أن ينشب الشىء بالشىء… واضح من النص ان ابن فارس نظر الى قول
الخليل وصاغ منه الدلالة المحورية للجذر اللغوي[54].
- الاصمعي 210 ه
أخذ احمد بن فارس عن الاصمعي الفاظه في اعطاء معنى جامع للجذر اللغوي (حفض)قال ابن فارس …الحاء
والفاء والضاد أصلٌ واحد واحد، وهو يدلُّ على سقوط الشيء وحفُوفه… . فالحفَض متاع البيت؛ ولذلك سمي
البعير الذي يحمله حفَضاً، والقياس ما ذكرناه، … قال الأصمعي: حفضتُ الشيء وحفَّضتُه بالتخفيف والتشديد
إذا ألقيتَه وكذلك في الجذر اللغوي (درج)قال ابن فارس ((الدال والراء والجيم أصلٌ واحد يدلُّ على مضي الشّيء
والمضي في الشّيء. من ذلك قولُهم درج الشّيء، إذا مضى لسبيله، ورجع فُلان أدراجه، إذا رجع في الطّريق الذي
جاء منه، ودرج ال صبي، إذا مشَى مشيته؛ قال الأصمعي… درج الرجلُ، إذا مضى ولم يخلف نَسلاً. ومدارج الأكمة
الطُّرق المعترِضة فيها… وكذلك في الجذر اللغوي (رتج) قال ابن فارس ((الراء والتاء والجيم أصلٌ واحد، وهو يدلُّ على إغلاق وضيق. من ذلك أُرتج على فُلانٍ في منطقه، وذلك إذا انغلق عليه الكلام،…. قال الأصمعي: أرتَجت النّاقة، إذا أَغلقت رحمها على الماء، وأرتَجت الدجاجة، إذا امتلأ بطنُها بيضاً، ويقال إن المراتج الطُّرقُ الضيقة، والرتائج: الصخور المتراصفة )) . وهناك أمثلة كثيرة عول فيها ابن فارس على الاصمعي .
- ابن دريد 321 ه
عول ابن فارس على ابن دريد كثيرا في استنباط الدلالة المحورية للألفاظ من ذلك (اح) قال ابن فارس
(للهمزة والحاء أصلٌ واحد، وهو حكاية السعال وما أشبهه من طشٍ وغيظ، وكلُّه قريب بعضه من بعض)
قال ابن دريد:(سمعتُ لفلان أُحاحاً وأَحيحاً، إذا توجع من غيظ أو حزن)
وكذلك (جحد) قال ابن فارس(الجيم والحاء والدال أصلٌ يدلُّ على قلة الخير: يقال عام جحد قليل المطر
، ورجل جحد فقير، وقد جحد وأَجحد. قال ابن دريد: والجحد من كلّ شيء القلة) وكذلك (ردح) قال ابن فارس ((الراء والدال والحاء أصل فيه ابن دريد أصلاً. قال: أصله تراكُم الشيء بعضه على بعض، ثم قال: كتيبة رداح: كثيرة الفُرسان، وقال أيضاً: يقال أصل الرداحِ الشجرةُ العظيمة ( الواسعة)) . وغيرها من المواضع [55].
- ابن السكيت 244 ه
عول عليه ابن فارس في استنباط الدلالة المحورية للجذور اللغوية من ذلك (رفض)قال ابن فارس (الراء والفاء
والضاد أصلٌ واحد، وهو التّرك، ثم يشتقّ منه. يقال رفَضتُ الشيء: تركته، هذا هو الأصل قال ابن السكيت: راعٍ رفضةٌ قُبضة، للذي يقبض الإبلَ ويجمعها، فإذا صار إلى الموضع الذي تحبه و تهواه رفَضها فتركها ترعى حيث شاءت تذهب وتجىء)). وكذلك ) عز) قال ابن فارس ((العين والزاء أصلٌ صحيح واحد، يدلُّ على شّدة وقوة وما ضاهاهما من غلبة وقَهر …. قال ابن السكّيت: مطر عز، أي شديد، قال: ويقال هذا سيلٌ عز، وهو السيل الغالب))( 89 ) . وكذلك (نجع) قال ابن فارس ((النون والجيم والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على منفعة طعامٍ أو دواء في الجِسم، ثم يتوسع فيه فيقاس عليه. ونَجع الطّعام: هنأَ آكلَه، وماء نَجوع كنَميرٍ، وهو النامي في الجِسم؛ قال ابن السكّيت: نَجع فيه الدواء، ونَجع في الدابة العلف[56].
خاتمــــــــــــــــــــــــــــــــة
لقد رأينا مدى إعتناء ابن فارس باللغة وولوعه بها وإعطائها ما تنبغى لها من الحقوق، لقد عرف ابن فارس ان اللغة العربية هى الميراث الذى ينبغى لكل مسلم على وجه الأرض أن يحافظ عليه ، لأن بها قوام وقيام الأمة ويكفيها شرفاً أنها لغة القرآن الذى وعد الله عز وجل بحفظه إلى قيام الساعة ، فالمحافظة على العربيه وعلومها هو بالتأكيد حفاظا على القرآن من التبديل والتحريف ولاشك أن صاحب ذلك الأمر يثاب من الله عزوجل
على فعله ذلك ـ
لقد أيقن ابن فارس تلك الحقيقة فعمل جاهداً بكل السبل وبكل ما أوتىَ من قوة وعلم ومعرفه فى سبيل تحقيق ذلك الهدف الأسمى ألا وهو المحافظة على العربية لغة القرآن من التبديل والتحريف .
قائمة المصادر والمراجع
الأعلام للزركلى
وفيات الأعيان لابن خلكان
يتيمية الدهر ابومنصور الثعالبى
إنباه الرواة على أنباه النحاة جمال الدين القفطى
التدوين فى اخبار قزوين الرافعى عبدالكريم
طبقات المفسرين لليسوطى
ترتيب المدارك وتقريب المسالك القاضى عياض
سير اعلام النبلاء للذهبى
معجم الأدباء لياقوت الحموى
معجم مقاييس اللغة لابن فارس
اوجز السير لخير البشر تحقيق هلال ناجى
شذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد
مقدمة معجم مقاييس اللغة عبدالسلام هارون
طبقات المفسرين للداوودى
الوافى بالوفيات للصفدى
نزهة الألباء
تاريخ الاسلام للذهبى
بحث مختصر بعنوان (عناية احمد بن فارس فى معجم مقاييس اللغة) عبدالكاظم الياسرى وحيدر جبار عيدان
4- يتيمية الدهر ابومنصور الثعالبى ج1 ص405
6- معجم الأدباء لياقوت الحموى ج1 ص411
7- التدوين فى اخبار قزوين الرافعى عبدالكريم ج2 ص215
9- ترتيب المدارك وتقريب المسالك القاضى عياض ج7 ص84
10- سير اعلام النبلاء للذهبى ج17 ص 104
11-إنباه الرواة على أنباه النحاة جمال الدين القفطى ج1 ص 128
12- معجم مقاييس اللغة لابن فارس ج1 ص37
[13] اوجز السير لخير البشر تحقيق هلال ناجى ص4
14- معجم الأدباء لياقوت الحموى ج1 ص411
17-إنباه الرواة على أنباه النحاة جمال الدين القفطى ج1 ص 128
20- شذرات الذهب في أخبار من ذهب
21-سير اعلام النبلاء للذهبى ج17 ص 104
22 مقدمة معجم مقاييس اللغة عبدالسلام هارون ج1 ص21
25 – شذرات الذهب في أخبار من ذهب
26- معجم الأدباء لياقوت الحموى ج1 ص411
27-طبقات المفسرين للداوودى ج1 ص61
28-الوافى بالوفيات للصفدى ج7 ص182
30-سير اعلام النبلاء للذهبى ج17 ص 104
32-التدوين في اخبار قزوين ج2 ص215
34-انباة الرواة فى اخبار النحاة للقفطى ج1 ص128
35-مقدمة معجم مقاييس اللغة تحقيق عبدالسلام هارون ص9
36 الوافى بالوفيات للصفدى ج7 ص182
37 مقدمة معجم مقاييس اللغة عبدالسلام هارون ج1 ص3
40 الذهبي سير أعلام النبلاء ج17 ص104
41 تاريخ الاسلام للذهبى ج8 ص746
42 وفيات الاعيان لابن خلكان ج1 ص118
43 مقدمة معجم مقاييس اللغة، تحقيق/عبد السلام هارون ج1 ص11
44 ترتيب المدارك وتقريب المسالك للقاضى عياض ج1 ص411
46 الوافى بالوفيات للصفدى ج7 ص182
47 مقدمة معجم مقاييس اللغة عبدالسلام هارون ج1 ص25 وما بعدها
49 بحث مختصر باسم (عناية احمد بن فارسفى معجم مقاييس اللغة) عبدالكاظم الياسرى ص1
50مقدمة معجم مقاييس اللغة عبدالسلام هارون ج1 ص25 وما بعده
53 الفقرة بأكملها من مقدمة معجم مقاييس اللغة تحقيق عبد السلام هارون ج1 ص35
بحث مختصر باسم (عناية احمد بن فارس فى معجم مقاييس اللغة) عبدالكاظم الياسرى وحيدر جبار عيدان ص23 54